Blog Post

الكوماندا و بابا المجال

الكوماندا يتحدى بابا المجال 2023

أهل علينا الموسم الرمضاني التلفزيوني الجديد، حامل الكثير من المسلسلات، ما بين دراما اجتماعية وصعيدية وتاريخية أو مسلسلات كوميدية.

الدراما الشعبية

وتستمر هذا الموسم الدراما الشعبية- إن جاز التعبير-، وأقصد بها تلك التي تنطلق من الحارة الشعبية، وتعيش فيها، وتقوم على العنف في اللفظ والفعل دون اهتمام حقيقي بتقديم قصة أو محتوى جيد للمشاهدين.

مثال هذا الموسم هو مسلسل “ضرب نار” للنجم أحمد العوضي بشخصية جابر للكوماندا، ومسلسل بابا المجال للنجم مصطفى شعبان بشخصية زين الديب.

التقليد والتكرار في المسلسلات الشعبية

المسلسلان عزيزي القارئ إذا نظرت نظرة فاحصة ستجد أنهما نفسا الخلطة الواحدة، والمكونة عن جمل من نوعية الحكم المكتوبة على أظهر التكاتك، ممزوجة ببعض معارك الحارات الشعبية، مع زيادة قصة حب جانبية للبطل مع البطلة، مضاف إليها مسار انتقال البطل من الفقر إلى الغنى والترف، وبالطبع انتقامه من كل أعدائه السابقين, هكذا عزيزي القارئ في أربع خطوات يمكنك أن تصنع مسلسلا شعبيا بامتياز.

الكوماندا و بابا المجال
الكوماندا و بابا المجال

وبالعودة للمسلسلين كمثال ستجد أوجه تشابه أكثر من أوجه الاختلاف. ففي الأول “جابر الكوماندا” حرفي إطارات سيارات، وفي الثاني زين الديب حرفي مفاتيح وأبواب سيارات.

قصة المسلسلات التقليدية

الاثنان يعانون من الفقر ويعيشون في منطقة شعبية، ويرتبط كل منهما بجارته الحسناء, البطلان لم يكتفوا بحبيبة واحدة، بل يجب أن تكون هناك صديقة للبطلة تحب حبيبها البطل مفتول العضلات.

الاثنان مع اختلاف الرواية يدخل شخص لحياتهما ويمدهم بالمال الوفير عن طريق غير مشروع, لك أن تتخيل -عزيزي القارئ- أن كل هذه التشابهات في ثمان حلقات مضت فقط من مسلسل ضرب نار ومسلسل بابا المجال الذي يتحدث كل أبطاله بالسجع والقافية في تكرار لنفس الخط الدرامي لأفلام ومسلسلات محمد رمضان الذي هاجمه الكثير من قبل، وانتقده الكثير جمهور ونقاد وفنانين.

رأينا تجاه مسلسلات رمضان

نحن لا نشجع، ولا نمنع، ولكن في هذا الشهر الفضيل، أعتقد أنه يجب أن يتم اختيار الموضوعات الأكثر مناسبة للعرض للأسرة المصرية والعربية.

هذه “التينة” الشعبية اعتقد أنها استهلكت، ويجب أن تتوقف أو تأخذ الشاشة المصرية راحة منها لفترة من الوقت، حيث إنها لا تظهر أفضل ما فينا، ولكن تظهر أقبح ما فينا!

أجزم أن كل أبطال هذه الروايات قدموا المثال الأسوأ لشبابنا، حيث إنهم جميعا بلا استثناء حققوا حلم النجاح والثراء بطرق غير مشروعة، وهو ما آخذه على فنانينا اليوم.

شاشة تليفزيون
شاشة تليفزيون

الشاشة لها تأثير كبير في الشباب، ويجب انتقاء ما يقدم لهم، لا يعقل أنه منذ خمسة عشر عام، وكل الأبطال ناجحون وأغنياء، ولكن عن طريق التهريب وتجارة المخدرات والآثار!

نحن نحتاج من جديد ممثل للشباب كعبد الغفور البرعي، والنمر الأسود ومحمود المصري، رجال شقوا طريقهم للنجاح بالكفاح والعرق والعمل الشريف.

أتمنى أن تختفي هذه الأعمال من رمضان، وأتمنى أن أجد مسلسلات مثل لن أعيش في جلباب أبي مرة أخرى، تلتف حولها العائلة كلها دونما خوف من لفظ قد يؤذي أذنا، أو مشهدا قد يؤذي عينا.

✍️ طه الحسيني

1 Comment

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *