Blog Post

لماذا لا يقول الناس شكرا ؟!

لماذا لا يقول الناس شكرا ؟!

دلف من بوابة المبنى مسددا بصره نحوي بينما كان باب المصعد يغلق علي ، وضعت مقدمة قدمي بين الباب و حلقه لأمنعه من الصعود ريثما يصل. انفتح باب المصعد ثانية ولما وصل الرجل ، دخل وشاركني حجرة المصعد الضيقة لكنه لم يقل لي شكرا.

عدم قول الناس شكرا

في مرة أخرى كنت أقود سيارتي في شارع ضيق و إذا بسيارة أخرى أمامي والطريق لا يتسع إلا لسيارة واحدة فآثرت أن أنتظره كي لا نغلق الطريق و تركته يمر . المحبط أنه مر ، ولم ينظر لي حتى ،ولم يقل لي شكرا ولو بإيماءة من رأسه.

آخر هجم علي أثناء وقوفي أمام المنزل سألني عن شارع أحمد عصمت ملهوفا، فأجبته ووصفت أيسر الطرق المؤدية له، لكنه انطلق مسرعا قبل أن يقول شكرا.

ومثل تلك المواقف التي تفاجئ فيها بقلة الذوق ويقابل فيها معروفك الصغير بالتجاهل والنكران، أثق أنها حدثت لك و تكررت معك أيضا سيدي القارئ مثلما حدث معي.

تعليم شكر الغير في الصغر

في صغرنا علمنا آباؤنا كما مدارسنا أنه يجب أن نسبق أي طلب من أي شخص بكلمة من فضلك ، و إذا أجاب لنا أحد طلبا أو قدم معروفا ولو صغيرا فيجب علينا تهذيبا أن نقول شكرا.

من فضلك و إذا سمحت و عذرا و شكرا مصطلحات اختفت – للأسف- بشكل كبير من مجتمعنا.

لا أعلم على من نلقي اللوم ؟ هل البيت أم المدرسة أم الدراما التي تقدم في كثير من الأفلام والمسلسلات بلغة حوار أبعد ما تكون عن تعليم هذه الأدبيات والذوقيات ؟!

لكن ما أعلمه أن رقي الكلمة يعبر عن رقي الفكر ، و رقي الفكر رمز لرقي المجتمع ككل. و أن حضارة شعب ما و رقيه بأي مكان بالعالم تقاس باحترام الفرد للآخر و تقديره.

وفي الأديان السماوية جميعا ولا سيما الإسلام تعاليم تحض على ضرورة العطف والتراحم والاحترام بين الناس . وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موجهاً ومعلما (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

فدعونا نحيي من جديد هذه الأدبيات و نرتقي بأخلاقنا . دعونا نربي في أبنائنا قيم التعاطف و احترام الغير . دعونا نترفق بأنفسنا و نتراحم فيما بيننا, دعونا لا ننسى أن البسمة في وجه الغير صدقة.

✍️ طه الحسيني

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *