سلطانة كوسم: سر القوة والخفاء في عرش الدولة العثمانية

كانت كوسم جارية ابنة لقديس يوناني تم اهدائها للسلطان العثماني السلطان أحمد، دخلت الحرملك وبهرت الجميع لشدة جمالها، ولم تستمر باقي حياتها كجارية بل كان لها رأي آخر، سنتعرف على ذلك خلال مقالنا هذا.

زواج السلطان أحمد وكوسم

مالبث أن انبهر السلطان بجمال كوسم وقرر أن يتخذها زوجة، لكن اعترضت والدته على ذلك بشدة لكنه أصر على إتمام الزواج،استمر زواج السلطان وكوسم لكن حدث ما عكر هذا الصفو وهو الموت المفاجيء للسلطان عن عمر ٢٥ عام، بعد أن أنجبت منه مراد وإبراهيم.

تولي السلطان مصطفى الحكم

بعد موت السلطان كان المرشح لتولي العرش ابنه ابنة ضرتها، عثمان الثاني ولكنها خشيت أن تضيع فرصة ابنها مراد لتولي الحكم خاصة وأنه مازال طفل صغير فلجأت لحيلة شيطانية وهي أن تولي أخو زوجها الحكم حتى يبلغ مراد السن المناسب.

كان هناك انقسام على تولي مصطفى الحكم نظرا لطيشه وعدم مقدرته على هذا الأمر من وجهة نظر بعض رجال الدولة، إلا أن كوسيم لم تيأس واستمالت رجال الدولة لصالحه حتى أجلسته على العرش.

سقوط مصطفى وتولي السلطان عثمان

لكن لم يستطع السلطان مصطفى أن يسيطر على الوضع وذلك لضعف شخصيته، وساد الهرج والمرج في البلد، فلم يستمر حكم إلا شهور قليله، ثم جلس السلطان عثمان الثاني على العرش.

ويذكر موقع “عيون الغد” أن السلطان عثمان كان قوي الشخصية مثل والده وسيطر على البلد وقلص صلاحيات الحرملك الذي كانت كوسم وسعته وأعطت لنفسها صلاحيات

واسعة.

مقتل السلطان عثمان الثاني

كوسم لم يروق لها هذا الأمر فاستعانت بحلفائها وقتلت ضرتها أم عثمان أكبر حليفة له في الحرملك ثم قتلت بعدها السلطان عثمان الثاني، ثم تولى بعده ابنها مراد الحكم وكان مازال صغيراً فأصبحت ولية عليه وكانت هي السلطانة الفعلية للبلد.

بعد بلوغه رسخ السلطان مراد أقدامه في الحكم ولغى وجود والدته تماماً وهددها بالنفي إن حاولت غير ذلك. ولكن مات وهو صغير عن عمر ٢٥ عام لتتنفس كوسم الصعداء وتعيد نفوذها مرة أخرى بدلاً من أن تحزن على موت ابنها الشاب.

تولى بعدها السلطان إبراهيم الحكم والذي كان ضعيف الشخصية فأصبحت كوسم السلطانة وظلت تحكم لعقود من الزمن.

السلطانة كوسم ليست مجرد اسم إمرأة ولكنها حالة غير عادية لدولة ظلت تحكم العالم لفترات طويلة، نأمل من خلال هذه المقالة أن نكون قدمنا مايخصها في عجالة وتفصيل.