كتبت: شاهندة أحمد
تم اصطدام السفينة “تيتانيك” بجبل جليدي وغرقت في شمال المحيط الأطلسي عام 1912، وأدى هذا إلى انتهاء حياة 1500 شخص تقريبا، وفي الحين الآخر تم اكتشاف حطام السفينة عام 1985 ويقع في جزأين من قاع المحيط, وفي الفترة الأخيرة تم تقديم عدد من الجولات الخاصة للسائحين لرؤية حطام السفينة “تيتانيك” لتبلغ قيمة الرحلة لكل راكب 250 ألف دولار.

غواصة تيتان
تم تصميم غواصة تيتان لتبقى تحت الماء ل 96 ساعة فقط من بداية الرحلة، ولها القدرة على الوصول إلى عمق 4000 متر وهذا عمق كافي لمشاهدة حطام سفينة تيتانيك الشهيرة التي توجد على عمق 3800 متر , ويتم التحكم في الغواصة عن طريق وحدة تحكم مثل “ذراع البلايستيشن”.
تعتبر غواصة تيتان الوحيدة في العالم القادرة على حمل 5 أشخاص، والغوص بها حتى عمق 4000 متر وهذا العمق يكفي للوصول لحطام السفينة “تيتانيك” التي غرقت على عمق 3800 كما ذكرنا مسبقا، ويتم الوصول لها دون أي معوقات، وتستخدم غواصة تيتان نظام مراقبة “RTM” الذي يحلل الضغط على السفينة وسلامة الهيكل وفقا لما تقوله الشركة المصممة للغواصة.
اختفاء غواصة تيتان
لا تحمل الغواصة على متنها أكثر من 5 أشخاص، ومن هؤلاء الأشخاص: (كابتن الغواصة وهو الأمريكي ستوكتون راش الرئيس التنفيذي لشركة “Ocean Gate”، والمغامر الفرنسي “هاميش هاردينغ” الذي يحمل 3 أرقام قياسية في موسوعة جينيس وعمره 58 عاما, والباكستاني “شاه زاده داود” (48 عاما)، “ونجله سليمان “(19 عاما), وهو من المستثمرين في قطاعات الزراعة والصناعة والقطاع الصحي، وآخرهم المغامر الفرنسي “بول هنري نارجوليت” الذي له خبرة كبيرة في استكشاف قاع المحيط وعمره 77 عاما)، واشترى كلا منهم تذكرة ليأخذ مكانه في الغواصة المشؤومة “تيتان”.
وبعد مرور ساعة و 45 دقيقة تقريبا من بداية الرحلة انقطع الاتصال بين غواصة تيتان وطاقم العمل في السفينة على السطح بعد هبوط الغواصة في عمق البحر, وتم الإبلاغ من طاقم السفينة عن اختفاء الغواصة في نفس اليوم “الأحد الماضي”.
البحث عن الغواصة المفقودة
وبالفعل استجاب خفر السواحل الأمريكي و فرق الإنقاذ, وبدأوا في البحث عن غواصة تيتان المفقودة وقاموا بتمشيط وتغطية مساحة 10 آلاف ميل مربع ولكن من دون فائدة, ومازال البحث مستمر من خلال مركبة بولار برنس وثلاثة سفن أخرى وانضم إليهم سفينة “ديب إنيرجي” لمد الكابلات, ومركبات بدون طيار يتم تشغيلها والتحكم بها عن بُعد, بخلاف الطائرات الجوية الأمريكية والكندية “C-130 Hercules” التي تقوم بتمشيط المنطقة من الجو, لكن الأمل الأخير هو سفينة الأبحاث الفرنسية “أتلانت” وهي الوحيدة التي عندها مركبات قادرة على الوصول للعمق المطلوب وهو 4000 متر.

سفينة أتلانت الفرنسية
وتعد السفينة “أتلانت” من أولى السفن الحديثة في الأسطول الفرنسي وهي تابعة لمعهد الأبحاث الفرنسي، وقد دخلت الخدمة عام 1989، وتم إدخال التحديث عليها عام 2009, وتستخدم السفينة “أتلانت” في العديد من الأبحاث منها (علوم الأرض البحرية، علم الأحياء البحرية، علم المحيطات الفيزيائية), وتستضيف السفينة إلى ما يقرب من 30 من الفنيين للرحلات البحرية التي تصل إلى 45 يوما.
ويواصل الغاطس الفرنسي “فيكتور 6000” والمتحكمين في تشغيله عن بعد عبر السفينة الأم “أتلانت” في جولاتهم للبحث عن غواصة تيتان التي توقفت بالقرب من حطام السفينة “تيتانيك” المفقودة عند عمق 3800 متر في المحيط الأطلسي، وافتقادها من حيث انقطع بها الإتصال.
سيقوم الغاطس الفرنسي “فيكتور 6000” عبر تشغيله من 25 خبيرا من على متن السفينة الأم “أتلانت”، عبر تحريك أذرعه لربط غواصة تيتان البالغ وزنها أكثر من 10 أطنان، ومن المفترض أن يتم سحبها من سفينة على السطح وإخراج المتواجدين بها.

مصير الغواصة تيتان
وفي الغالب أن غواصة تيتان وصلت إلى عمق أكثر من 4000 متر تحت سطح الماء، والغواصة ستتعرض لظاهرة اسمها “انجبار”، وسيؤدي الضغط الشديد إلى انفجارها وانكماشها على من بداخلها، ومن المستحيل جذبها مرة أخرى إلى سطح الماء، وأنها ستستقر إلى الأبد في أعماق المحيط الأطلسي, ويبقى السؤال هنا: هل ال5 أشخاص مازالوا على قيد الحياة؟.
ورغم الجهود المبذولة من قبل فرق الإنقاذ في المنطقة التي فقدت فيها السفينة، وسيبدأ اليوم العد التنازلي لنفاذ الهواء الممتد للغواصة “تيتان”، وسيصبح كل من عليها في عداد الموت.
لكن مازال حب الأغنياء للمغامرة على حساب حياتهم مستمر.