أكثر من عشرين مسلسلا يتنافسون هذا العام للعرض في رمضان. هو رقم جيد للإنتاج الدرامي لكنه سيء جدا في توقيت العرض, لماذا كل هذا الكم من الأعمال يتنافس في شهر واحد دون باقي أشهر العام؟ وكأن المشاهدين سيهجرون الشاشة هجرا بعد رمضان، بالطبع لن يحدث هذا!
شهر رمضان الكريم
شهر رمضان المفترض أن تنصرف فيه الناس إلى الطاعات والروحانيات، و بالتالي يجب أن يتم اختيار الأعمال الملائمة للعرض في هذا الشهر الكريم ، لذلك من المنطقي أن يتم اختيار المواضيع المناسبة للعرض أمام الأسرة المصرية والعربية في هذا الشهر الفضيل في كافة الأقطار.
مسلسلات رمضان
الوضع حاليا في الشاشة أشبه بعلبة معدنية على مائدة رمضان، يتسابق كل النجوم لوضع أنفسهم فيها ، ولا أكون مبالغا إذا قلت أن البعض يحشر نفسه حشرا لمجرد الظهور وليقتسم جزءا من الكعكة الرمضانية .
نتيجة هذا “الحشر” الطبيعية هو أن تسقط العديد من الأعمال الجيدة للأسف.
اذكر في مواسم سابقة مسلسلي الطاووس الذي ناقش القضية الشهيرة لمغتصبي الفتاة بالفندق السياحي والتي كانت قضية الرأي العام في مصر على مدار شهور ، وايضا مسلسل ولاد ناس الإجتماعي الرائع الذي ناقش بموضوعية مسألة تربية الأبناء وحلل الاختلافات بين وجهات نظر الأبناء و الأباء وقدم الحلول لبعض هذه المشكلات.
عملان فنيان محترمان ذوا رسالة، لكن للأسف لم يحظيان بالاهتمام الإعلامي الكافي أو نسبة المشاهدة التي يستحقانها ، وضاعا في هوجة العرض الرمضاني.
أيضا هذا العام ستجد مسلسلات مثل وعود سخية للفنانة حنان مطاوع و رمضان كريم ٢ و ١٠٠٠ حمد الله على السلامه للنجمة يسرا ، وهي مسلسلات جميلة و خفيفة على معدة البيت المصرى ، كنت أفضل عرضها خارج الزحمة الرمضانية لإنها تستحق المتابعة والإشادة.
العام اثنا عشر شهرا و يجب أن توزع عليها كل الأعمال ، لا أن تختزل في شهر واحد، لاسيما شهر رمضان الذي يتوجه فيه الناس أكثر الوقت للعبادات.
رسالة إلى صناع الدراما
يجب أن يؤمن صناع الدراما أن نجاح العمل يتوقف على جودته قبل موعد عرضه، وعلى رسالته التي يقدمها للجمهور قبل اسم نجمه، أما بهذا الشكل المبالغ فيه فإن أي عمل درامي هو في مقامرة إما النجاح الكبير وإما الفشل الذريع.
أكاد أقسم أنه إذا ترك مواطن ما عمله وتفرغ طيلة اليوم ليشاهد كل هذه المسلسلات فقط فلن تكفيه الأربع وعشرين ساعة لتأدية هذا الغرض الجليل!
إنها دعوة للعقل والتعقل، والتدبر والتمهل، فنحن لا ننتشئ نظاما جديدا، بل نعود لنفس النظام العقلاني السابق والذي كان معمولا به منذ سنوات قريبة.
رسالة نوجهها من عيون الغد نتمنى أن تجد متلقيها ، دمتم في حفظ الله و رمضان كريم.
✍️طه الحسيني