Blog Post

إدمان الإنترنت وتأثيره على الإنسان

إدمان الإنترنت وتأثيره على صحة الإنسان

لا شك في أن التقدم الهائل في مجال الحاسب الآلي واستخداماته المتعددة قد فتح الباب على مصراعيه لأمور كثيرة مثل تسهيل عملية البحث عن المعلومة والاتصال والتجارة وتبادل المعلومات وتسهيل العمليات المصرفية ناهيك عن استخدامه في البحث العلمي والاتصال بين مراكز الأبحاث والمراكز الطبية والصناعية والاستخدامات التربوية والتعليمية المختلفة عبر الشبكة البينية (الإنترنت).

تأثير الإنترنت على الإنسان

لا شك أن الإنترنت مثله مثل أي مخترع آخر لا بد من وجود بعض الجوانب المظلمة من استخداماته وأشد هذه الجوانب المظلمة ظلاما هو الإدمان على الإنترنت والدخول إلى العالم السفلي من هذا الفضاء الواسع. إدمان الإنترنت هو حالة تحدث عندما يصبح الشخص متعلقا بشدة بالإنترنت ولا يستطيع التحكم في استخدامه للإنترنت، مما يؤثر على حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية والعملية.

إدمان الإنترنت
إدمان الإنترنت

تعتبر الأسباب المحتملة لإدمان الإنترنت متعددة ومتشابكة، وتتضمن القضايا النفسية والاجتماعية والثقافية والتقنية. يمكن أن يكون الشخص أكثر عرضة لإدمان الإنترنت إذا كان لديه مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب، أو إذا كان يعاني من العزلة الاجتماعية أو الضغط العملي.

طرق العلاج من إدمان الإنترنت

يمكن العلاج من إدمان الإنترنت عن طريق مجموعة من الخطوات التي تتضمن تقليل وقت استخدام الإنترنت، وزيادة النشاطات الاجتماعية والرياضية في الحياة اليومية، والبحث عن الدعم النفسي من قبل الأصدقاء والعائلة أو الاستشارة مع متخصصي الصحة النفسية. بالإضافة إلى الخطوات التي ذكرتها سابقا، يمكن اتباع بعض الإجراءات العملية للتحكم في إدمان الإنترنت، ومنها:

1- تحديد أوقات معينة لاستخدام الإنترنت والالتزام بها.

2- تقليل استخدام التطبيقات والألعاب الإلكترونية التي تستهلك الكثير من الوقت.

3- القيام بالأنشطة البديلة التي تساعد على التخلص من الإدمان مثل ممارسة الرياضة، والقراءة، والرسم، والتطوع.

4- الابتعاد عن المواقع ذات المحتوى السلبي والمثير للجدل.

5- تشجيع الأسرة والأصدقاء على التحدث مع الشخص المدمن على الإنترنت وتقديم الدعم النفسي له.

6- الحصول على المساعدة المهنية إذا كان الإدمان على الإنترنت يؤثر بالسلب على حياة الشخص ولا يمكنه التحكم فيه بمفرده.

يجب التوعية بأن إدمان الإنترنت يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للمدمن، ويؤثر على علاقاته الاجتماعية والعملية والأسرية. لذلك، من المهم التحرك. سريعا إذا كان الشخص يشعر بأنه مدمن على الإنترنت، والعمل على التحكم في استخدام الإنترنت قبل أن يؤثر على حياته الشخصية والاجتماعية والعملية.

إدمان الإنترنت
إدمان الإنترنت

يجب أيضا مراعاة بعض النصائح للحد من إدمان الإنترنت، مثل:

1- تجنب استخدام الهاتف المحمول والحواسيب اللوحية في السرير، والحد من استخدامها قبل النوم.

2- تحديد يوم أو يومين في الأسبوع لعدم استخدام الإنترنت، والاستمتاع بالوقت مع الأصدقاء والعائلة أو القيام بالنشاطات الخارجية.

3- تحميل تطبيقات التحكم في الإنترنت، التي تساعد على تحديد وقت استخدام الإنترنت وتحديد الحد الأقصى للاستخدام.

4- تقليل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والمحافظة على الخصوصية الشخصية.

5- البحث عن النشاطات الإيجابية التي تزيد من السعادة والتحفيز، والتي يمكن أن تساعد على التحكم في إدمان الإنترنت.

إيجابيات وسلبيات الإنترنت

على الرغم من الإيجابيات العديدة التي أحدثتها تقنية (الانترنت) في تسهيل نقل وتبادل المعلومات الا ان هناك خشية متزايدة من تنامي الخروقات والسلبيات والأعراض الجانبية لهذه الشبكة واستغلالها من قبل بعض الشركات والهيئات والعصابات والأفراد لارتكاب وتعميم اعمال وافعال تتقاطع مع القوانين ومع الاعراف والاخلاق والآداب مثل نشر الصور الخليعة وإرسال معلومات هدامة منافية للأخلاق يضاف الى ذلك حالات التطفل والاختراق غير المشروع الى حاسبات المشتركين في الشبكة مما يؤدي إلى تسريب معلومات شخصية او الدخول الى ملفات والتلاعب بالأرصدة دون إذن أصحابها.

لقد أصبح الانترنت رعبا حقيقيا للأسر المصرية، وخصوصا ما يعرف بغرف الدردشة ،والتي يكون زوارها من فئة المراهقين، والذين هم أكثر تعرضا للإدمان الإنترناتي. ولقد أكد بتنان (Putnon 1995 ) أن الانتشار الواسع لاستخدام الانترنت صوحب بانخفاض كبير في الاندماج, المدني والمشاركة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أكد علماء النفس وجود علاقة ايجابية بين الادمان على الانترنت وعدم الاهتمام بالمشاركة العامة في الشؤون المحلية والقومية.

كما أن الذين يتعاملون بصورة متكررة مع الانترنت ربما يفقدون القدرة على التفاعل التلقائي

ولقد أثبت علماء الاجتماع، أن التصفح الطويل للانترنت يزيد من انعزالية الفرد وانسحابه من دائرة العلاقات الاجتماعية، وتعميق إحساسه بالوحدة، وفقدان التواصل مع الآخرين وإهمال الواجبات الأسرية. لقد لعب الإدمان الشبكي دورا مهما في التفكك والتصدع الأسري بين الآباء والأبناء، وانهيار البناء الاجتماعي وتدمير القيم والأخلاق.

✍️عماد فرويز

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *